رعاية مرضى العقم



رعاية مرضى العقم

د. حسان صلاح عمر عبد الجبار

العقم مرض أو أزمة أو حالة حزينة صامتة.. له أثر كبير في العواطف والعقل، ويؤثر في الحياة الزوجية والاجتماعية والنفسية. إن مرضى العقم يعدون بالملايين حول العالم، ويواجهون تحديات كثيرة، منها الفحص والتشخيص والعلاج، كل ذلك في محاولة لإنجاب طفل.

الكثير من المشاعر من إحباط وحزن وعزلة وشك.. تشوب بعض مرضى العقم، خاصة عند النظر إلى أنه تحدٍّ.. والبعض لا يهمه الأمر، ولا يعتبره مشكلة؛ فلا يخوض تجربة المشاعر والتحديات، ولا يسعى وراء العلاج.

العقم من الناحية الطبية يُعتبر قضية معقَّدة محيطة بالتحديات، وتحتاج من المريض إلى الإيمان واليقين والابتعاد عن الإحباط، ومن الطبيب إلى فلسفة حديثة في رعاية وعلاج هذا المرض.

العقم وصعوبة الإنجاب ليسا مشكلة المرأة فقط، وإنما هي مشكلة الزوجين، ودائماً ما نوضح أنه عدم القدرة على الحَمْل بعد أثني عشر شهراً من حياة زوجية «جنسية» طبيعية..

لكن هذه القاعدة قد تتغير بتغير السن؛ فقد تصل إلى ستة أشهر أو أقل في حالات تقدم الزوجين في السن. الأطباء عند أول زيارة يقومون بأخذ التاريخ المرضي، ومن ثم الفحص، وبعد ذلك إجراء بعض الفحوصات، وإعطاء المريض موعداً بعد أسابيع عدة، وفي الزيارة التي تليها إجراء فحوصات أخرى وموعد آخر بعد أسابيع عدة، ثم فحوصات أخرى وأخرى، ومن ثم تحليل وفحص الحيوانات المنوية، ثم الأشعات، وهذا كله قد يستغرق أشهراً عدة؛ ما يزيد من الإحباط وتعقيد المشكلة.

اليوم بالنهج الحديث يبدأ الطبيب بفحص التبويض والخصوبة، ويتم ذلك بعمل الاختبارات الروتينية من الهرمونات، وأخذ العينات، ثم فحص جودة الرحم وقنوات فالوب بواسطة الأشعات واختبار النطفة أو الحيوانات المنوية، وفي الزيارة الثانية يستطيع الطبيب تحديد العوامل والأسباب التي ساهمت في تأخير الإنجاب، ويوصي بالعلاجات اللازمة. وتكون المرأة سبب العقم في أربعين في المائة من الحالات، وكانت النسبة للرجل لا تتعدى الثلاثين في المائة، إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح الرجل سبباً في أكثر من خمسين في المائة.

إن الرجل كثيراً ما يهمل الفحوصات، وإن نحو 80 % من الرجال لا يعملون الفحص إلا بعد التأكد أن المرأة سليمة.

تحدي العقم غالباً ما يُشعر كلاً من الزوجين بأنه وحيد في مسيرته العلاجية، وهنا لا بد من إرشاد كل منهما ومحاولة وضع خطط لمساعدة الآخر، ومناقشة العلاج المقترح، ودور كل واحد منهما فيه. الأمل هو حل لجميع الأزمات، ويساعد على توفير المزيد من فهم وإدراك البرامج العلاجية التي يحب أن توفر أحدث التقنيات الطبية، إضافة إلى الأمور النفسية التي تساعد على التغلب على التحديات.

أستاذ علم أمراض النساء والولادة – كلية الطب – جامعة الملك عبد العزيز بجدة