النواحي الاجتماعية للأسرة و علاقتها بالمشكلات الأسرية

أستاذة| أميرة أحمد عبيد



النواحي الاجتماعية للأسرة و علاقتها بالمشكلات الأسرية

 

يقصد بالأسباب الاجتماعية المحيط الاجتماعي للأسرة وأفرادها،والذي يمكن أن يشكل تدعيماً وتعزيزاً للمشكلات الأسرية ،أو يحرض عليها.ويشتمل هذا الجانب على أسباب عدة منها ما يلي:

1- التغير الاجتماعي: يرى البعض أن هذا العامل يعتبر أبرز العوامل والأسباب الاجتماعية للمشكلات الأسرية ،وهو بمثابة الأساس الذي تتمخض عنه أسباب وعوامل أخرى، فالتغير الاجتماعي السريع الذي خضعت له المجتمعات الإسلامية ،ساهم إلى حد كبير في ازدياد حدة المنافسة الفردية ،والتي أصبحت بدورها أحد العوامل المسيطرة على العلاقات الاجتماعية السائدة ،فأدى ذلك إلى تغليب المصالح الشخصية والرغبة المستميتة لتحقيق الذات وإثباتها داخل المجتمع.

ولم تسلم العلاقات الأسرية من هذا التغير خاصة في ظل تداخل عوامل ومستجدات حديثة، أثرت على تركيبة الأسـرة ،وتوزيـع الأدوار داخلها ،وتقسـيم المسئوليات. ولعل أهم ما يذكر في هذا الجانب ما أحدثه هذا التغير السريع من فجوة بين الأجيال ووجود نوع من صراع القيم بين الأجيال داخل الأسرة الواحدة. حيث يتبنى الآباء قيماً تقليدية محافظة في حين يميل الأبناء إلى تبني قيم متحررة وبالتالي يميلون إلى التمرد ،ورفض قيم الآباء ،”فعدم اقتناع الآباء في كثير من الأحيان بالمستورد من الأفكار والتقاليد التي تخالف ما عاشوا عليه من شأنه إحداث عدم تماسك أسري واضطراب في تنشئة الأبناء” [محمد عبد المحسن التويجري،الأسرة والتنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي السعودي، الرياض:مكتبة العبيكان،1421هـ،ص 200.]

كما ساهم التغير الاجتماعي والتحول إلى الأسرة الحضرية وسيادة نمط الأسرة النووية في إيجاد نوع من الصراع بين أدوار كل من الزوج والزوجة والأبناء ،وخاصة دور الزوجة والتي أصبحت تقوم بأدوار متعددة ،مما جعل العلاقة الأسرية عرضة للتوتر والصراع بين التوقعات والأدوار .فالمرأة التي كانت لا تتمتع بقدر كافٍ من التعليم، والقدرة على العمل وإعالة نفسها أصبحت الآن تتمتع بدرجات عالية من التعليم، وفتح لها مجال العمل “وهي لذلك تميل إلى تحديد دورها في هذه العلاقة بطريقة تختلف عن الصورة التقليدية القديمة ،ولا تميل إلى تقدير مركز الزوج بنفس الدرجة السابقة” محمود حسن، الأسرة ومشكلاتها، بيروت:دار النهضة العربية،1388هـ،ص 208. ولا يمنع ذلك من أن التغير الاجتماعي قد ساهم في تحسين الكثير من أوضاع المرأة والأسرة ،ولكنها طبيعة وحتمية الصراع والسعي للتوافق بين القديم والجديد.