فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال والمراهقين يحتاج إلى ” تفهم ” و “خبرة أكثر”



فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال والمراهقين يحتاج إلى ” تفهم ” و “خبرة أكثر”

آسية  : خاص

مقدمة :

    هناك عدد ليس بقليل من الأطفال الذين يعانون من كثرة الحركة وتشتت الانتباه وضعف التركيز وبما أنهم صغار فأسرهم شركاء معهم في الهم والمعاناة خاصة المقربين منهم كالوالدين والمعلمين والأخصائيين.. ومما يشكل عقبة في طريق تقدم الطفل الذي لديه فرط حركة وتشتت انتباه الخلفية الثقافية لدى البعض أن الطفل المصاب بالاضطراب أقل ذكاءً من أقرانه ؛ لأنه لا يستخدم تفكيره بشكل كافٍ؛ بسبب تشتت انتباهه، ولكن الملاحظ عندما يتم علاجه يتبين أنه يتمتع بمستوى ذكاء متفوق، وهذا ما أثبتته الدراسات العالمية عن المصابين بالاضطراب. مما جعل هذا الموضوع يشكل أهمية كبيرة تتطلب التدخل السريع ومساعدة الأهل وتزويدهم بالحلول العملية لاجتياز تلك المرحلة الصعبة والتعرف على إمكانيات أطفالهم وقدراتهم ومتابعتهم حتى يستطيع الطفل وذويه تجاوز كل الصعوبات التي تمر فيهم ..

f42b2a3b-9f9b-4ce2-a9eb-71f349895c5f

بداية نعرف فرط الحركة وتشتت الانتباه والذي يطلق عليه ” أفتا ” :

” اضطراب الحركة والانتباه (ADHD) هو وضع يوصف بمجموعة من الصعوبات السلوكية المرتبطة بقصور في وظائف الدماغ. انه احد الاضطرابات الأكثر شيوعا في سن الطفولة وسن الرشد، وهو وضع متأثر بعوامل وراثية. ويشير مصطلح(ADD ) إلى اضطراب الانتباه وهو ذلك الاضطراب الذي يرتبط بالأطفال والمراهقين الذين قد يكون لديهم مشكلات واضحة في مراكز الانتباه. أما مصطلح (ADHD) فيشير إلى اضطراب الحركة والانتباه والذي يشمل كل أنواع الاضطراب مثل عدم القدرة على الانتباه، النشاط الحركي الزائد والاندفاعية، أو النوع المزدوج الذي يشمل كلا الحالتين. وقد أصبحت هنالك توجهات رسمية لاستخدام المصطلح(ِADHD أو AD/HD) ليعبر عن هذا الاضطراب على الرغم من أن بعض الأشخاص قد لا يكون لديهم إلا اضطراب في الانتباه فقط. ويميل البعض إلى تسمية اضطراب الانتباه المستقل بمصطلح(ِِِADD ) (Rief,1998). ) “

حقائق مهمة  عن هذا اضطراب الحركة وعدم الانتباه :

 • يتصرف الأطفال الذين يعانون من اضطراب الحركة والانتباه أفضل عندما يزودوا بنشاطات مثيرة وممتعة وتكون مصدر دافعية لهم.

•  يكون أداء الأطفال أفضل عندما يستطيعون العمل بشيء تكون نتيجته فورية، فهم غالبا لا يستطيعون الاستمرار بأداء أعمال تكون نتيجتها بعيدة المدى، نظرا للاندفاعية التي يعانون منها.

 • اضطراب الحركة والانتباه ليس نتاجا لضعف العلاقة الو الدية أو الرعاية والاهتمام.

 • اضطراب الحركة والانتباه ليس كسلا أو سلوك متعمد أو سمات شخصية.

 • نسبة عالية من الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم مشكلات مصاحبة.

• اضطراب الحركة والانتباه يعتبر أحد أكثر الاضطرابات الانفعالية شيوعا.

 • تتراوح درجة هذا الاضطراب بين البسيط والشديد.

•  اضطراب الحركة والانتباه ليس عرضا حديثا، فهو معروف منذ بداية القرين العشرين ولكن بمسميات أخرى مثل القصور ألمخي الوظيفي. كما إن آلاف الأبحاث على مستوى العالم أجريت على هذا الموضوع.

• اضطراب الحركة والانتباه في أصله يعتبر مرتبطا بالخلايا العصبية.

•  هنالك العديد من الأعراض لاضطراب الحركة والانتباه فلا أحد يحمل كل الأعراض كالآخر وبنفس الطريقة.

 • علامات هذا الاضطراب تتفاقم إذا لم يتم الاهتمام به، فبدون التدخل العلاجي قد يؤدي هذا الاضطراب إلى مشكلات أكاديمية وسلوكية وانفعالية واجتماعية.

 • عندما يتم الاهتمام بهذا الاضطراب، فأن علاماته تصبح ايجابية ومبشرة أكثر. كما أن التدخل المناسب مع الأطفال المصابين به وتزويدهم بالمساعدة المناسبة لاحتياجاتهم، ستساهم في أن يكون هؤلاء الأطفال أكثر قدرة على النجاح والتحكم بهذا الاضطراب.

• لا يوجد إصلاح سريع لهذا الاضطراب.

 • لا يوجد علاج نهائي لهذا الاضطراب.

 • هنالك العديد من المشكلات أو الاضطرابات التي قد تؤدي إلى أعراض مشابهة لاضطراب الحركة والانتباه، مثل صعوبات التعلم والاضطرابات الانفعالية والاجتماعية والصحية.

•  اضطراب الحركة والانتباه يؤدي إلى مشكلات في الأداء والإنتاج في العمل.

 • العديد من العناصر قد تساهم في التقليص من آثار المشكلة وتؤدي إلى تحسن أفضل، كتنظيم البيئة، وتوفير نظام دعم وتعزيز مستمر، والتخفيف من مستوى الضغوطات.

• استخدام الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي قد يقلل من أعراض هذا الاضطراب.

 • هنالك العديد من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب الذين استطاعوا التغلب على مشكلاتهم في مجالات الحياة المختلفة.

 • يمكن للأطفال المصابين بهذا الاضطراب أن يتعلموا بشكل أفضل في فصول عادية مع تقديم التعليم المناسب والدعم والتوجيه والاستراتيجيات الفعالة.

•  يمكن التحكم بهذا الاضطراب بشكل أفضل بالعلاج متعدد الجوانب وبمساندة فريق المتخصصين.

•  يستدعي هذا الاضطراب تعاون الأسرة مع المدرسة والخدمات الطبية المساندة للتقليل من آثارة{Rief, 1998,pp5-7)

من الذي يقوم بالتشخيص :

الذي يقوم بتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه  حسب المعتمد عالميا هو الطبيب النفسي المتخصص في طب نفس الأطفال والمراهقين

دور التخصصات الأخرى :

  •   الأخصائي النفسي:  القياس وتعديل السلوك.
  •    أخصائي النطق: معالجة أضطراب اللغة  أن وجد وربما تمارين تزيد التركيز.
  •    معلم التربية الخاصة: برنامج تدريبي تعليمي وتعديل سلوك.
  •   طبيب الأطفال وطبيب الأعصاب: يتوقع الحالة ويتم تحويل الطفل للمختص الطبيب النفسي لتحديد التشخيص, وأيضا يستبعد مسببات أخرى عضوية لهذه الأعراض..
  • الأخصائي الاجتماعي : دعم أسري وتثقيف.

1453730315_shutterstock_68372572

 

ومن الاستراتيجيات الفعالة التي تساهم في التعامل مع الطلاب المصابين بالاضطراب :

  • يجب على المشرف على الصف تحديد الطفل المصاب وإجلاسه بجوار طالب مثالي وهادئ وعالي التركيز .
  • تفادي وضع الطفل المصاب بجوار المشتتات الصوتية ، مثل “الباب ، أوصوت المكيف أو النافذة”.
  • على المعلم التحرك داخل الفصل أثناء الشرح لجذب الانتباه، والتواصل البصري مع الطالب والذي يعد من أهم العناصر التي تساهم في تقدم الطالب.
  • المحافظة على الفصل منظماً ومرتباً طوال الوقت .
  • وضع لائحة أنظمة واضحة ودائمة في الصف ، ومراجعة اللائحة مع الطلبة باستمرار  حيث يتم فيها الاتفاق بين المعلم والطلاب عموماً وخصوصاً المصابين بالاضطراب على إشارات وعلامات معينة لتذكيرهم عند القيام بسلوك لائق أو غير لائق، وذلك لتجنب جرح مشاعرهم أمام بقية زملائهم الطلاب .

 

العلاج السلوكي للطفل المصاب :

العلاج السلوكي للطفل المصاب يشمل برنامجاً يساعد الطفل على خفض أو إزالة السلوك غير الملائم، ويعمل كذلك على تدريب الطفل على المهارات المطلوبة للتعامل بنجاح مع المواقف المختلفة في المنزل والمدرسة والبيئة المحيطة ، كما يؤدي إلى رفع قدرة الطفل على التفاعل والتقبل الاجتماعي، ومن نتائج العلاج السلوكي أيضاً مساعدة الطفل في التغلب على المظاهر والمشكلات المصاحبة للاضطراب بضبط النفس، والتحكم في استجاباته، وزيادة دافعه وإصراره على إنجاز العمل، وزيادة التركيز أثناء الأداء، بما يكفل له النجاح أكاديمياً واجتماعياً ومهنياً، موضحين أن لهذا العلاج قواعد من أهمها: وضع أهداف ايجابية مع تحديد نظام فعال لتعديل السلوك، وكذلك استخدام نظام المكافآت والعقاب بطريقة منتظمة مع التركيز على جعل بيئة الطفل إيجابية وممتعه، وتعديل بيئته وكيفية التعامل معه .

دور الوالدين في العلاج السلوكي :

من الضروري استعانة الوالدين بمن يقدم لهم المشورة والدعم والتدريب؛ مما يمكنهم القيام بدورهم على أكمل وجه، وضرورة بناء علاقة إيجابية بين الأهل وطفلهم المصاب تفعل مشاعره الإيجابية ، ومن ذلك تخصيص وقت يومي للطفل “نصف ساعة مثلاً يختار الطفل خلالها النشاط الذي يود القيام به ، ويركز فيها الأبوان على قضاء وقت جيد مع الطفل، وخلال هذا الوقت يجب عليهم تجنب إعطاء أوامر أو توجيه أسئلة ، وجعل الطفل يشعر أن ما يفعله مثير للاهتمام ، والهدف من ذلك الوقت هو بناء المشاعر الايجابية للطفل وجعله مهتماً بإسعاد والديه ، وعندها سيتفاجأ الوالدان بمزيد من التصرفات التي يقوم بها الطفل من أجل تكرار تلك المشاعر وسيقوم بأداء واجباته المنزلية، لينتقل الدور مرة أخرى على الأبوين لإشعار الطفل بالتبعات الإيجابية لتصرفه، وذلك من خلال المحفزات والجوائز وقت قيامه بالسلوك الجيد في محاولة لزيادة تكرار هذه الأفعال الايجابية، وأنه من المهم أن يشعر الطفل بالنتيجة الايجابية إذا قام بالالتزام بالطريقة المثلى، فالتعزيز الايجابي سواءً كان مادياً أو معنوياً فهو يلعب دوراً مهماً.

المراجع :

–         كتاب العلاج التربوي والأسري لاضطراب الحركة وتشتت الانتباه دليل المعلم والأسرة تأليف الدكتورة / سحر احمد الخشرمي

–         ” جريدة الرياض العدد ” 15889 ” .

–         ورقة عمل بعنوان ” اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه  للدكتور عمر بن ابراهيم المديفر – استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين.