لقاء (ذي القعدة) للعضوات.. لقاء متألق و المكان متجدد مع (محركات القلوب)



لقاء (ذي القعدة) للعضوات.. لقاء متألق و المكان متجدد

 

التقت د.أسماء الرويشد عضوات آسية الوقفية الكريمات بكل حفاوة الثلاثاء الماضي 9/ 11/ 1438هـ، حيث قامت د.أسماء بالترحيب بهن في بيتهن الثاني الجديد (مركز الدرة لتعليم القرآن وعلومه) الواقع في مدارس غراس الأخلاق، وأوضحت أن اللقاءات القادمة الأسبوعية و الشهرية ستكون بإذن الله في هذا المكان.

و تحدثت د.أسماء في محاضرة مؤثرة أثناء اللقاء عن محركات القلوب الثلاثة: المحبة والخوف والرجاء، و التي تحدث عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في متن له، يمكن الاطلاع عليه بالضغط على هذا الرابط.

و أوضحت د.أسماء أن القلب إن تحرك بهذه المحركات، تحركت الجوارح بالطاعة و أداء العبادات و الأعمال الصالحة، و بها نستطيع معالجة الكثير من الجوانب السلوكية و الأخلاقية، إذ أن معظم الإنحرافات الخارجية كالكذب، الغيبة، و قطيعة الرحم_ سببها آفات قلبية داخلية لا تعالج إلا بهذه المحركات الثلاثة.

ثم بينت أن كل عبادة لله يجب أن يؤديها العبد و في قلبه هذه المحركات جميعها، مع اختلاف شدة كل محرك بحسب نوع العبادة، فمثلا نحن نرفع أيدينا للدعاء حبا لله و خوفا من الله و رجاء فيما عند الله، لكن يمكن أن يكون جانب الرجاء فيما عند الله في هذه العبادة ه الأقوى.

ثم ذكرت أن سورة الفاتحة هي أكثر سورة يمكن أن تذكرنا بهذه المحركات القلبية، فهي تفتح الحمد و الثناء على الله تعالى و ذلك محبة له، ثم يأتي بعدها (الرحمن الرحيم) والتي فيها طلب الرحمة من الله و رجاء ما عنده، ثم آية (مالك يوم الدين) و هو اليوم الذي نخاف فيه الحساب من الله تعالى، ثم بعد ذلك يأتي الطلب من الله سبحانه و تعالى (إياك نعبد و إياك نستعين).

ثم نبهت د.الرويشد أن الأنبياء جميعا كانت هذه المحركات تحرك قلوبهم كما قال الله تعالى فيهم  في سورة الإسراء (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)) الإسراء-57،  (يبتغون إلى ربهم الوسيلة) تدل على المحبة، (و يرجون رحمته) تدل على الرجاء، (و يخافون عذابه) تدل على الخوف.

ثم أوضحت أن المحبة هي أهم محركات القلوب، و يأتي بعدها الرجاء و الخوف، و مثلها مثل الطائر رأسه المحبة وجناحاه الرجاء والخوف، فإذا فقد الطائر رأسه فقد حياته، لكن إذا فقد أحد جناحيه أو كلاهما فقد يعيش.

و لذلك وجب أن نولي محرك المحبة في قلوبنا اهتماما شديدا، و المحبة تزيد بأمرين، الأول: كثرة الذكر للمحبوب و هو ذكر الله عز وجل، فكلما ذكرناه في قلوبنا و تدبرنا أسمائه الحسنى و صفاته العلى، زاد عمق التعظيم و المحبة له سبحانه.

و أما الأمر الثاني المحرك لمحبة الله تعالى: فهو مطالعة آلائه و نعمائه، و استحضارها دائما و استشعارها بشدة، و شكر الله تعالى عليها باستمرار.

كما نصحت د.أسماء بالرجوع إلى الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله لابن القيم، لنعمل بها و نزيد محبة الله في قلوبنا، و يمكن قرائتها بالضغط على هذا الرابط

و ختمت المحاضرة بسؤال الله الكريم أن يعيننا على تقوية قلوبنا و إحيائها بمحركاتها الثلاثة (المحبة و الخوف و الرجاء).

و يطيب لأسية الوقفية أن تتقدم بالشكر لمركز الدرة لتعليم القرآن و علومه، والواقع في مدارس غراس الأخلاق، لتعاونهم واستضافة عضواتنا في مسرح المدارس.