العلاقة مع الأبناء



كل ابن يطمح لعلاقة فعالة مع والديه، لأنها هي التي تثبت في كل موقف يواجهه في حياته أنها سارية الصلاحية لكل المواقف، وهي التي تكون بمثابة الدرع المنيع تجاه سقطات الحياة وعثراتها.. وتجاه ذروة المباهج واحتفالاتها كذلك.
يتكرر علينا كثيرا مفهوم الصداقة مع الأبناء وأنه هو الأسلوب الأمثل في العلاقة معهم.. الأسلوب الذي يزيح عنهم عبء التبرير المتواصل، والتحديق في أبسط خيارات حياتهم وتوجيههم فيها -مع مراعاة طرح المشورة الحكيمة لفتًا لهم لجوانب قد تغيب عنهم.. ومحبة لمصلحتهم أن تكون أكثر استحواذا لكافة جوانب الخير والمنفعة-، أو حصرهم في قيود فيما تحت الثوابت والقيم قد لا تناسبهم وتكفّ عنهم شغفهم بالحياة والتطور فهما وعطاء.
الأسلوب الذي قد يكون صعبا، وقد لا يناسب كل شخصيات الوالدين، والذي قد لا يكون بالضرورة شاملا لكل التصرفات وردود الأفعال لكنه يكفي أن يكون ولو لمرة واحدة في موقف واحد.
ويا للغنيمة حينما تكون سمة العلاقة بينكما على نحو هذا الأسلوب، لأن سبق الإحسان منكما معترف به دائما ويشعر به الأبناء في أصغر الأشياء إلى أكبرها، ولأن الإحسان لا يقابل إلا بمثله.. سيكون هذا الأسلوب أكثر روعة إذ يكون صداقة متبادلة.
من طرق بناء وتحسين العلاقة مع الأبناء ما يلي:
تواجد نظام أسري متزن للأبناء في إطار عائلة مطمئنة وسعيدة مع تظليل ذلك بعلاقة الاحترام الواضحة للأبناء فيما بين الزوجين.
تخصيص وقت للحوار والنقاش مع الأبناء بحيث يكون إنصاتًا لهم بتفهّم واهتمام وتفاعل.
تقدير الأبناء وتعزيز أفعالهم الجيدة، لأن ذلك يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويشعرهم بالطمأنينة والثقة والرضا عنها وعن أبويهم.
شجّـع تعاطف ساند أبنائك، اعتنِ بهم بحُب ورفق.. أعطهم مساحة للاستكشاف تحت مرأى من عينيك، سامحهم على أخطاءهم العادية وتغافل.. وعاقبهم إذا تطلب الأمر بطريقة تربوية، حفزهم بشكل مستمر لأن الأفعال الإيجابية لها مردودها الإيجابي، بينما الأفعال السلبية مثل النقد والمقارنة في أي شيء بينهم وبين أقرانهم أو أي آخر كائنا من كان، والإهمال والحماية الزائدة والعقاب الشديد مع العنف بالتأكيد لها مردودها السلبي الذي يدمر كل ما تبنيه ويصنع من ابنك شخصية غير متزنة.
التوبيخ الزائد لا ينفع ابنك، لمعالجة الأخطاء استخدم ابتسامتك مع اختيار الوقت المناسب لكما لتعديل سلوكياته الخاطئة عن طريق الحوار الفعال.
النصائح الدائمة المكررة مقبرة لكل النصائح الضرورية المجدية التي يحتاجها ابنك، انصح بهدوء ولا تكثر ليرعى سمعك ابنك، واجعل ما تريد تذكير ابنك به متلبسا بك لأنه لا يوجد نصيحة فعالة مثل ما هو عملي وملموس في الناصح ذاته.
الدعـاء لهم خفية وأمامهم كذلك، وتذكيرهم بالقدوة الثابتة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

الاعتداد من الأبناء بالوالدين دائم وقائم وأزلي، لكن أن تكون صورة هذا الاعتداد في إطار حبي لطيف وصديق يكون أثره على كلا الطرفين عميقا وبراقا.
كما أن الاعتداد من الوالدين بالأبناء، قيمة شاملة لعدة جوانب دينية وتربوية وعاطفية.. الاعتداد بالأبناء ليس في توفير المأكل والمشرب وما إلى ذلك وإن كان هذا ضروريا لكنما الاعتداد الراقي الذي حينما يقول الوالدين عبارة هذا ابني/هذه ابنتي ليس لأي شيء آخر إنما حبا وولاء وثقة متبادلة.
العلاقة الجيدة مع الأبناء شكل من أشكال التربية المؤثرة والتي تكون للعمر كله.. حسّنها وستلقى الأثر الرائع لها بإذن الله.. حفظ الله لك قرة عينيك ومتّعكما بعلاقة متينة متبادلة.

 

بقلم: أ.حصة بنت عبدالله السعيدان