كن مسؤولا…..!!



كن مسؤولا…..!!

يتطلع المسلمون اليوم إلى مستقبل إسلاميٍ مشرقٍ, تطبق فيه رسالة الإسلام السماوية, وتستعلي فيه النهضة الفكرية والتنموية للمسلمين؛ تصديقًا وتحقيقًا لقوله تعالى (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا، وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) آل عمرآن:139

ولأجل أن نكون على مستوى التطلعات, وسعيًا لتوفير عناصر مؤهلة للوعد الحق, لابد أن نهتم بصناعة أهم لبنة من لبنات ذلك المستقبل، ألا وهي بناء إنسان يسعى لتحقيق أهدافه، ويراعي أداء كامل مسؤولياته التي صيغت من أجل عمارة الأرض، بأمانة وإخلاص وعطاء وتضحية.

إن تحريك روح المسؤولية في نفس الفرد المحب لدينه ووطنه, هي أهم مرتكز في إحداث نقلة نوعية نطمح إليها, والتي تضمن استدامة إنتاجها وفعاليتها.

لقد أضحت الحاجة مُلِحَّةً لنشر ثقافة المسؤولية وتأصيلها في النفوس؛ لينهض المجتمع بكافة أطيافه ومختلف شرائحه للعمل بدافع الاستخلاف الذي كرم الله جل وعلا به آدم عليه السلام وبنيه.

ومركز آسية للاستشارات التربوية والتعليمية يراعي دائماً أهمية مواكبة حاجات المجتمع وتطلعاته, في بناء نهضته ونموه, لذلك كانت حملة (نحو مسؤولية متكاملة) التي أطْلِقَتْ لنشر هذه الثقافة وتعزيزها في النفوس, وإيمانا منا بأن هذه الدعوة مسؤولية مشتركة بين أصحاب السلطة والقرار وأرباب الثقافة والفكر والمؤسسات التعليمية والاجتماعية والدعوية، فإننا نوجه الدعوة للجميع – للمساهمة في تبني هذه الحملة, والإسهام في نشر ثقافة المسؤولية – كل بحسب تخصصه ومجاله، واضعين نصب أعيننا جميعاً ثمرات إدراك المسؤولية وتحملها, والتي تصب في خدمة الدين ومصلحة المجتمع, وهي تعزيز الإخلاص لله عز وجل لدى القائمين بالمسؤولية, وإشعارهم بمراقبته تعالى والوقوف بين يديه للحساب, ومن ثم ترسيخ قيمة المسؤولية لدى من يمارسها حتى تصبح سلوكًا تلقائيًا لدى الأفراد, وحينها سيتمتع المجتمع بشيوع الطمأنينة والأمن النفسي، بحسب ما يؤدي قادته وأفراده من مسؤولياتهم وواجباتهم.