مواجهة التغريب مسؤولية مشتركة



مواجهة التغريب مسؤولية مشتركة

لقد هيأت الثورة الثقافية المعاصرة المناخ المناسب لرواج الفكر التغريبي في مجتمعاتنا الإسلامية, وأسهمت في إثارة أطروحات فكرية متشعبة, تهدف إلى تأسيس أرضية من القناعات, تساعد على تقبل مشاريع وبرامج الأمم المتحدة وتمرير بنود اتفاقياتها الدولية.

ومن المعلوم أن تلك العمليات تنفذ وفق خطط مدروسة وبدقة متناهية, حددوا فيها الأهداف, والتي منها فرض الاختلاط,ونزع الحجاب، والرفع التدريجي لقوامة الرجل على المرأة ,وإقصاء المرأة عن دورها الأسري، وإقحامها في سوق العمل والمجالات الاقتصادية، وخلق أدوار سياسية لها.

وعملوا بعد ذلك على إيجاد المبررات لتوجيه الأنظار وإقناع العقول, فهم يثيرون القضايا في فترات محددة, وبتكاثف وهالة إعلامية تعطي شعوراً وهمياً، أنهم يتحدثون بلسان الناس ويبثون رأي الأغلبية، وفي المقابل واجه ذلك ضعف ثقافي ديني وعقدي لشريحة كبيرة من المسلمين, مع غفلة تامة عن معرفة غايات التغريبين وأغراضهم، ونسيان ما آلت إليه حال ضحايا التغريب في المجتمعات الإسلامية، ومقدار ما خسرته من ذلك الاستتباع المهلك باسم التحضر والعولمة.

لذا فإنه لابد من التنبيه المبكر قبل فوات الأوان وأخذ العبرة من أحداث التغريب في البلاد الأخرى, وتعريف الناس بنهايات تحرير المرأة, مع التأكيد على مناصحة المسؤولين وأصحاب القرار بخطر التغريب على مجتمعاتهم وبلادهم، مع العمل على كشف خطط التغريب ودعاته للناس, وبيان أهدافهم بالأدلة والشواهد والأخبار.

وستبقى مجتمعاتنا محفوظة بإذن الله متمسكة بدينها مادامت حركة الدعوة إلى الله نشطة, لاسيما ما كان فيها من تفقيه الناس بأمور دينهم التي لها مساس بحركات التغريب كالحجاب, والقوامة وغيرها, والقيام بموعظة الناس حتى لا يغتروا بأمور الدنيا، وتذكيرهم بالجزاء الأخروي، مما يقوي يقينهم وثباتهم على دينهم الحق.

وأولا وأخيرا فإننا في وسط أمواج هذه الأحداث، لا نملك إلا أن ندعو دعاء الغريق، فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم..

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه