عودا حميدا للأهالي

بمناسبة عودة أطفالنا للمدارس، كيف نتعامل معهم نفسيا



عوداً حميدًاً للأهالي

 

تحتفل المدارس سنويا عند استقبال الطلاب ،لاسيما المستجدين منهم الذين يدلفون بابها لأول مره، يتجهز المعلمون بطول البال والاحتواء والابتسامة وتقديم الفعاليات في أول أيام الدراسة، ويُستقبل طلاب الصف الأول خاصة بحفاوة مميزة وعطاء لا محدود معنوياً أو ماديا من هدايا ونحوه.

وللأطفال الذين يدخلون المدرسة لأول مره تجارب جميلة، تقول إحدى الأمهات:  “عندما عاد ابني الصغير من المدرسة قال: أكثر شيء عندهم الطاولات والكراسي.. أكثر من الأولاد!!”.

تكون المدرسة في أول يوم دراسي كما الخلية التي لا تسكن، ويكون الأطفال فيها بين هادئ متأمل وبين مستنكر للمكان مندهش لا تقف عيناه، وبين باكٍ صغير اجتمعت مشاعر عدة في نفسه من الخوف من المكان الجديد والدهشة من جموع الناس، وبين مقلدٍ للذي يبكي، وهنا تتجلى مهارة المعلمين في التعامل معهم.

وفي الغالب فإن الأطفال المستجدون في الصف الأول قد درسوا رياض الأطفال وتعودوا على المدرسة ومع ذلك فإنه لابد من وجود من يبكي، ولا يتوانى المعلمون في مساعدتهم للتكيف مع الوضع الجديد، ولكن الدور الذي يجب على الوالدين القيام به أساسي ليكون الطفل أكثر استقراراَ وارتياحا.

هذه خطوات خاصة يتعامل فيها الوالدين تسرع تكيف الطفل مع البيئة الجديدة:

o      الصدق معه وعدم تقديم الوعود وإخلافها والحرص على الوفاء بالوعود.

o      لا تعاقب ابنك بالذهاب للمدرسة أو تكون تهديدا له، وهذا قد يحدث من بعض الأمهات، و هو خطأ كبير، لأن ربط المدرسة بالعقاب يجعلها في قائمة  الأشياء الغير مرغوب فيها.

o      البدء بالتكيف مع المدرسة بالتدريج ففي البداية تذهب الأم ويخرجون سوياَ، وبخطوات عدة، يكون الانفصال عن الأم، حتى يكمل الطفل يومه الدراسي بدون أمه، ومن الخطأ نزع الطفل من أمه بالقوة ، كما يجب أن يراعى التدرج في ذلك، لأن الإجبار على ترك الأم قد يؤذي الطفل.

o      التكرار على الطفل في المنزل بأنه أصبح كبيراَ ويذهب الى المدرسة وأن فترة ذهابك معه كأم أو أب مؤقتة.

o      الحرص كل الحرص على أن ينام الطفل مبكرا ويتناول وجبة الإفطار ولو كان بسيطاَ، فبالغذاء والنوم الجيدين يكون الطفل مرتاحا ونشيطا.

o      عدم الضحك أو السخرية من الطفل لأنه بكى، أو نقده وتوجيهه بشدة، ولكن تشجيعه ودعمه بعبارات تحفيزية : “بطل ابني ذهب للمدرسة / الطالب النجيب دخل الفصل لوحده….”.

o      في بعض الأحيان تكون الأم هي المتعلقة بابنها فلا تتركه من باب الحماية والرحمة به وقد أخبرتني إحدى معلمات رياض الأطفال أنهم يحتاجون أحيانا الى فصل الأم عن الطفل لأن الطفل تكيف معهم.

o      حل المشكلات التي تواجه الطفل مباشرة والرد على أجوبته واستفساراته.

o      الحرص على عدم غياب الطفل عن المدرسة، لأن قطع الأيام بالغياب يعيده إلى نقطة البداية.

o      تنفيذ توجيهات المعلم/المعلمة والتعاون معهم يسهل تكيف الطفل في المدرسة.

هذا فيما يخص صغارنا المستجدين، ولكن من ناحية الوالدين، أتذكر هنا سؤالا لأحدى الأمهات: “ابني مستجد في المدرسة ولا أدرى كيف أهيئه لتقبل المدرسة وأنا خائفة عليه ولا أعلم كيف سيتخطى هذه المرحلة الصعبة؟؟”.

إن تهيئة الأطفال للمدرسة تحدث بعفوية من الأهل بخطوات معتادة هي:

·       الحديث عن المدرسة عند انتهاء الإجازة الصيفية واقتراب العام الدراسي.

·       الاستعداد بشراء الأدوات المدرسية والزي الدراسي.

·       إذا كان لديه إخوة سيكون أكبر، سيكوّن حوارات معهم حول الحدث. 

ولكن المشكلة التي تحدث عند البعض هو قلقهم الزائد في تقبل الإبن المدرسة وذكر التجارب الحزينة لأطفال سابقين وتوقع الأسوأ،  والطفل يسمع ويشعر بما يدور حوله، فتنعكس التهيئة من الحماس والرغبة الى الخوف والتوتر، ولذلك يجب على الوالدين تفحص أنفسهم وتعاملهم مع استقبال المدرسة.

ولتخفيف القلق عند الوالدين هذه خطوات معينة لتهيئة الأبناء:

·       جميل أن تكون مشاعركما كوالدين مبتهجة لقدوم المدرسة وتشعران بالحماس مع ابنكما وتجدِّدون في نفسه نية طلب العلم.

·       مساعدة الأبناء على الاستعداد بأن يختاروا بأنفسهم أدواتهم وأغراضهم ومدح اختياراتهم والثناء عليها.

·       ذكر تجاربكما السعيدة عن كرسي الدراسة لأبنائكما، والإجابة على تساؤلاتهم بحب وحنان، يرفع حماسهم للتحصيل والاجتهاد.

·       لا تٌشعر ابنائك بقلقك لأن القلق سينتقل للأبناء عبر سلوكك وردات فعلك وعادة يتبنى الصغار مشاعر والديهم.

·       التوكل على الله وإحسان الظن به وإحاطة الأبناء بدعواتكما فهي تحميهم بإذن الله.

 

وختاماً …

الغضب والانفعال و ردّات الفعل القوية من عدم تكيف الإبن مع المدرسة لا يقربه منها بل ينفره، تحلَم مع ابنك وارفق به وسترى بإذن الله ما يسرك.

الاخصائية النفسية:

نوف بنت عثمان الحقيل