معالم التوفيق

عنوان اللقاء الشهري مع بداية العام الهجري الجديد



معالم التوفيق.. ويتجدد اللقاء في أول إثنين من العام الهجري الجديد

 

مع استقبال عامنا الهجري الجديد، استقبلت آسية الوقفية عضواتها الكريمات بحفاوة و ترحاب في لقائهن الشهري الأول لهذا العام، حيث عقد اللقاء في مركز الدرة للفتيات، و اجتمعت الحاضرات هناك يلتقين د.أسماء الرويشد، و يتشاركن معا تناول إفطار صيام يوم الإثنين، في جو ملؤه الود و الاشتياق.

و بعد أداء صلاة المغرب، توجه الجميع لقاعة المحاضرات، للاستماع لمحاضرة د.أسماء الرويشد الشيقة، و التي حملت عنوان (معالم التوفيق).

حيث تحدثت د.أسماء الرويشد عن معنى التوفيق و علاماته و أسبابه، و كيف ينال العبد ثمرة توفيق الله سبحانه و تعالى.

 

و استهلت د.الرويشد حديثها بكلام الله تعالى في سورة هود على لسان نبيه (و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب) -هود،88-، ثم وضحت أن خيار الحديث عن (معالم التوفيق) يأتي متوافقا مع بداية العام الهجير الجديد الذي نرجو من الله جل و علا أن يجعلنا من الموفقين فيه.

ثم عرفت التوفيق بأنه: إلهام الله عبده فيقبل العبد إلى الخير وينشرح صدره له ثم ييسر الله له أسبابه، وهو سد طريق الشر وتسيير طريق الخير، كل الناس يتساوون في السماع، وكلهم يسمع الدعوة والخير، ولكن المستجيب للدعوة هو (الموفق) لها، التي أرادها الله له.

ويأتي هنا دور النية الخالصة لله سبحانه في أن يكون صاحبها من الموفقين كما قال ابن القيم رحمه لله: (على قدر نية العبد وهمته ومراده في ذلك يكون توفيق الله وإعانته)، فالتوفيق مرتهن بمدى رغبة العبد وثباته وصدق نيته.

والخذلان، وهو عكس التوفيق، له أمارات كذلك، منها: أن يكل الله العبد إلى نفسه، فتستحوذ عليه الشهوات، وتزداد معاصيه والعياذ بالله.

ومن حديثنا السابق نلخص القول بأن التوفيق إلى الله لا يكون إلا من الله، ولا يصح إلا لله، ولا يتحقق ولا يستمر إلا بالله.

كما قدمت د.أسماء الرويشد نصيحة خاصة للأمهات اللاتي يحرصن على تربية أبنائهن تربية صالحة، بأن  يبذلن قصارى جهدهن في أسباب التربية و إصلاح الأبناء و لكن قلوبهن يجب أن تبقى معلقة بالله، فالأسباب لا تعمل، و لا يظهر تأثيرها إن لم يكن التوفيق من الله حليفها. المعونة على قدر المؤونة، والتوفيق على قدر القربة من الله تعالى بالطاعات آناء الليل وأطراف النهار.

كما ذكرت د.أسماء أن من أهم معالم توفيق الله لعبده: طلب العلم و الحرص عليه و دلالة الناس عليه، لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة….) صحيح ابن ماجه، كما أوضحت أن طلب العلم ينبغي أن يكون بهدف معرفة الحق من الباطل، ونفع الأمة، ومن طلب العلم لله، يوفقه الله.، كما نوهت على أن طلب العلم يجب أن يستمر طالما كنا أحياء، وقيل (العلم من المحبرة إلى المقبرة)، وقد أدرك العلماء قيمة العلم فلم يتوقفوا عن طلبه حتى وفاتهم.

و شرحت د.أسماء الرويشد معلما رئيسيا من معالم التوفيق و هو محبة العبد لكتاب الله تعالى، و التعلق به، و تدبره، و حفظه، وتلاوته آناء الليل و أطراف النهار، و تحبيب الناس به؛ فمن أرادت توفيق الله تعالى فلتشتغل بالقرآن تلاوة و تفسيرا و حفظا، و لتبدأ يومها به، لتنالها بركته.

وذكرت معالم أخرى من معالم التوفيق، كاتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتطبيقها بجميع حذافيرها، في عبادته، ومع أصحابه، ومع أهله، والتأدب بأدب النبوة وتعليمه للناس، فذلك سبب في زيادة قدر العبد عند الله وعند الناس.

و من معالم التوفيق كذلك: أن يفتح الله باب الدعاء، فكلما ازداد العبد في هذه العبادة، كلما زاده الله توفيقا و عطاء و بركة، و قد قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله: “متى أطلق الله لسانك بالدعاء فاعلم أنه يريد أن يعطيك ما تشاء مهما عظم مرادك وعظم مطلبك”، كما نبهت د.الرويشد على أن تحري جوامع الدعاء المأثورة عن الرسول صلى الله عليه و سلم و تحري أوقات الإجابة من أسباب التوفيق. وحذرت منم ترك هذه العبادة المهمة، لأن ذلك قد يكون علامة عجز كما قال صلى الله عليه وسلم: (أعجز الناس من عجز عن الدعاء…) -صحيح الجامع-، ولأننا في زمن الفتن، وبأمس الحاجة للالتجاء إلى الله، ليحمينا من الوقوع بها، كان واجبا علينا التمسك بهذه العبادة دائما وأبدا.

و عددت د.أسماء الرويشد معالم أخرى من معالم توفيق الله للعبد مثل، توفيقه لبر والديه و خصوصا الأم، و توفيقه للتخلق بالخلق الحسن، و توفيقه للإكثار من ذكر الله في كل وقت، و أن يستعمله الله في نفع الناس و خدمتهم.

ثم ختمت الد.أسماء الرويشد حديثها بسؤال الله عز وجل لها و للحاضرات أن يجعلهن الله من الموفقات المباركات في الدنيا و الأخرة.