أمومة أولى




كل فتاة لديها شغف ناعم، كبيرا كان أم صغيرا أو متناسية له في أبعد أعماقها للأمومة، تلك الهبة العظيمة بما فيها من قيمة تضاف لها، كونها تحولت من فتاة إلى أم، وبما فيها من مشاعر جياشة، من حنان رؤوم، وعطاء لا مشروط، وعناية شاملة لطفلها، وبما فيها من مسؤولية أمام واهب هذه النعمة لها ومن ثم أمام نفسها.

 الأمومة.. حيث أن تلك المعجزة التي تُتخلّق فيها طوال مدة الحمل، تمنحها كل يوم صورة أقرب لصورة روحها المنسوجة بأرقى العواطف الإنسانية الفريدة.

الأمومة.. حكاية الجيل الأنثوي التي لا تنسى ولا تنتهي لأي أم حقيقية..


طفل أول.. أمومة أولى ..


 
حماسة شديدة، مع قليل ارتباك؛ عزم على عيش هذه المرحلة بنجاح ومنفعة..
وكل هذا رائع بالفعل، حيث أن المهمة مهمة غير عادية، مهمة تحتاج لروحك ومهاراتك وبذْلك وقوتك وجسدك.. مهمة صعبة في الحقيقة، غير أن الأمومة باستطاعتها احتواء كل هذا.
تغير في الروتين، تبدل في أوقات النوم مع تقلصها، مهام كثيرة: منزلية، زوجية، حياتية، واجتماعية.
ولأنها مُلتفّة عليك، يأتي دور التكيف معها، لأنه هو ما يجاوز بك هذه المرحلة بثبات ونجاح.

 

كيف تتكيفين مع هذه المرحلة؟


إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ
الأمومة تتمحور على التنازلات، لكنها برضا نفس، وفي مكانها الصحيح تماما، نظمي جدولة يومك، وحيث أن ساعات نوم الطفل الرضيع تصل إلى 18 ساعة، زامني وقت نومك مع ساعاته، أو احرصي على أن يكون لك منها ساعة راحة..
استرخي، افعلي شيئا تحبينه، استرجعي روتينا محببا، جددي امتنانك لكل ما فعلته مع طفلك وتفعلينه وستفعلينه، تعرفي على أمر مثير جديد، لغة جديدة، عادة جديدة، طُرفة جديدة…

 تحسسي نعمة كونك أما واعية ساعية، وقدوم طفلها بالنسبة لها حدثا مغايرا، أحدث الكثير في حياتها الصغيرة، من شدة ما كان قدومه أمرا رائعا.
أمومتك غالية علينا، كذلك أنت.. نفسك غالية على من تحبين، ولا يعني ذلك أن من يريد لك ألا تنسي الاهتمام بمعنوياتك، مع كون مسؤولية الأمومة لا تزال سارية، أنه أنانيّ أو أنه لا يريدك أمامه إلا بعقل صافْ وطاقة عالية..
أمومتك غالية علينا، وما تبذلينه لا يذهب في مهب الريح، لكن الأمومة المعتدلة تكون على المدى الأبعد أمومة أكثر ثباتا واستقرارا.
أمومتك غالية علينا، وجزاءك عند رب العالمين محفوظ، محاوطة أبنائك لك، أصواتهم، حكاياتهم، وبرّهم بك، سيمسح كل تعب.. لأنه أثمر ثمارا يانعة.
دومي أمًا استثنائية، وحفظ الله لك طفلك وقرت عينيك به.

 

 

بقلم: حصة السعيدان