سلسلة (استبق الحدث) 3: لا تكن من الغافلين



لا تكن من الغافلين :


عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: ” ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ” [صحيح الترغيب والترهيب]


موضوع ينبغي التأمل فيه، فهي ليست معلومة فحسب، بل هي قضية ننظر أين نحن منها، وما هو أثرها علينا . فقد دل الحديث على الترغيب في صوم شهر شعبان لأنه تكثر فيه غفلة الناس، بينما هو محل الاستعداد والتأهب لشهر رمضان، فكأنه أراد أن يقول لا ينبغي لك أيها المسلم أن تغفل عن الله حين يغفل الناس، بل كن متيقظًا لربِّك غير غافل، فأقبل حال لهو الناس، وصم حال بطنتهم، وتصدق حال بخلهم وحرصهم، وقم الليل حال نومهم، وأذكر الله حال غفلتِهم .. إنه ترغيب وحث في الازدياد من الطاعات في أوقات عرض الأعمال ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، وتنبيه إلى أهميَّة عِ مارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وهذا ما كان يفعله سلفنا الصالح، فلقد كانوا يستحبون إحياءَ ما بين العِشاءين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة يغفُل الناس فيها عن طاعة الله .


وعلى ذلك إذا أردت أن تجعل من رمضان فرصة حقيقية للسبق إلى الله والقرب منه، فليكن شعبان ميدان الاستعداد والتأهب وأخذ العدة .

السؤال الآن: كيف أستعد ؟