و عدنا بمثل البدء والعود أحمد



 

 

وبعد إجازة طويلة دامت أربعة أشهر، بدءاً من صيام شهر رمضان المبارك، ومروراً بالاحتفال بعيد الفطر ، وباستقبال ذي الحجة بالتكبير والتهليل والاحتفال بعيد الله الأكبر ، والاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية, سيعود أبناؤنا الآن لبيتهم الثاني وهو( المدرسة )، فهي الركيزة الثانية- بعد الأسرة- في التأثير على الفرد في جميع جوانب حياته, وهي التي تعمل مع الأسرة نحو أهداف وأسس مشتركة.
وانطلاقاً من هذا المبدأ يحتاج أبناؤنا أن نُهيّئهم نفسياً للعودة للمدرسة، بداية بغرس قيمة شكر الله تعالى على توفّر التعليم للجميع في بلدنا؛ وأن نسعى مع شكره للعمل بجدّ واجتهاد خلال السنة الدراسية.
وقد تختلف التهيئة النفسيّة من ابن لآخر حسب احتياجاته النفسية والمادية، خصوصاً حينما يمرّ الابن بفترة انتقالية من مرحلة لمرحلة أخرى مختلفة؛ فالطفل الذي سيبدأ في مرحلة الروضة يحتاج إلى ذهاب والدته معه في الأيام الأولى، والتدرّج في الانفصال عنه حتى يألف الدراسة، وقد تواجه الأسرة تحدياً كبيراً في انسجام الطفل، لكن التهيئة الصحيحة تساعد كثيراً في مواجهة ذلك.

وكذلك الابن الذي سينتقل من الابتدائية للمتوسطة ومن المتوسطة للثانوية أو إلى الجامعة بحاجة لدعم أُسَرهم، وسأذكرها في عدة نقاط :

– زراعة حبّ التعليم في الأبناء عبر الاستعداد لها بكلّ روح يملؤها التفاؤل .
– تعزيز مفهوم الذات لديه عبر حصر قدراته و إيجابياته, والعمل على تحسين سلبياته دون تكرارها في أذن الابن.
– دعم الابن دائماً بالكلمات التحفيزية التي تساعده على الإنجاز .
– تطوير مهارات الحوار مع الابن، و رواية بعض الذكريات الدراسية والتجارب الإيجابية للوالدين أو أحد الأقارب.
– تنظيم أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية والترفيهية للأبناء، بحيث يتمّ حصرها في عطلة نهاية الأسبوع.
– تمجيد المعلم أمام الأبناء، وغرس قيمة الاحترام والتقدير له.
– التجهيز مبكّرا لاحتياجاته المادية من أدوات مكتبيّة.
– الحرص على زيارة المدرسة والمتابعة مع إدارتها لمعرفة كلّ جديد يطرأ على الأبناء.
– الاطلاع على مناهج العام الجديد وما تحتويه من مواضيع؛ لربطها في الحياة الاجتماعية حتى يسهل على الابن دراستها.
– تحديد المواد التي تحتاج لجهد أكبر في الدراسة ليتم التركيز عليها.
– الحرص تدريجياً على تنظيم أوقات النوم قبل بدء الدراسة من أجل صحتهم.
– الاهتمام بوجبة الإفطار وصنعها بطريقة محببة للأبناء، فالتغذية السليمة مصدر التركيز والنشاط.

ولا نغفل عن الابن الذي قد أخفق في العام الماضي ولم يجتز؛ فهو يحتاج أن تتقبّل الأسرة ما حدث له، وأن تركّز على علاج الأسباب واستنتاج الحلول التي تساعده على النجاح والتفوق.

وأخيراً أوصيكم بالتوكّل على الله- سبحانه و تعالى- ونشر السعادة وروح التفاؤل، وخلْق صورة ذهنية إيجابية استعداداً للعودة إلى المدارس.