سلسلة (اسبتق الحدث) 1: بادر أيامك الخالية



بادر أيامك الخالية..

في يوم من أيام الصيف الشديدة، وفي طرف من أطراف المدينة النبوية، وبين الجبال السود والحِرَارِ الملتهبة، كان عبدُ الله بنُ عمرَ بنِ الخطاب -رضي الله تعالى عنهما- في جملةٍ من أصحابه، وقد وضعوا سفرةً للطعام ليأكلوا، فمر بهم راعٍ يرعى الغنم، فدعوه ليأكل معهم، فقال لهم معتذرًا: إني صائم، فعجب ابنُ عمر وقال: في مثل هذا اليوم الشديد حره، وأنت وحدك بين هذه الشعاب في آثارهذه الغنم؟! فقال الراعي: أبادر أيامي هذه الخالية .

” أبادر أيامي هذه الخالية”، إجابة يقظة، فأيام الدنيا غادية ذاهبة ويصعب رجوعها، والبقاء بعدها غير مضمون، فيبادرها العبد بعمل الخير لئلا تفوت .

ولما نزل روحُ بنُ زنباعٍ منزلًا بين مكةَ و المدينةَ في حرِّ شديدٍ خرج عليه راعٍ من وراء جبلٍ، فقال له: يا راعٍ: هلمَّ إلى الغداءِ، قال: إني صائم، قال: أفتصومُ في هذا الحر؟! قال: أفأدع أيامي تذهب باطلاً؟! فقال روحٌ: لقد ضننتَ بأيامك يا راع، إذ جادَ بها روحُ بن زنباع .