سلسلة (استبق الحدث) 2: ماذا نعني بالاستباق؟ وماهو الحدث؟



ماذا نعني بالاستباق؟


الاستباق: هو الابتدار والإسراع إلى الشيء . قال الله تعالى: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة/148]

وقال تعالى:(وَلَكِنْ لِيَ بْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [المائدة: 48 ] .

معنى عظيم بليغ في قوله: (استبقوا الخيرات)، كأنَّ المسلم يسبق الخيرات نفسها من العجلة في السير إلى الله تعالى، وفيها دلالة على الاستباق في الوصول إلى الخيرات، والاستباق في الخيرات نفسها بعد الوصول إليها؛ فليس معناها أن تقف إذا وصلت إلى الخير، بل إذا وصلت إلى الخير فسابق في نفس فعل الخير . إنها المسارعة في السير إلى الله تعالى، والتي تكون عاقبتها الرضا من الله تعالى، كما قال موسى -عليه السلام-: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84 ] . قال ابن سعدي: (والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها، وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات، فهو السابق في الآخرة إلى الجنات، فالسابقون أعلى الخلق درجات) . [تيسير الكريم الرحمن]

وما هو الحدث ؟

إنه شهر رمضان:

• رحمات ومكرمات للمجدين، وإبعاد وحرمان للمعرضين .

• أقوام لهم محجة، وآخرون عليهم حجة .

• مطية لأوليائه ليقربهم، ولأعدائه ليباعدهم .

بقدر ما في رمضان من الفضل والخير والأجر، إلا أن هناك خطر عظيم على من ضيع نفحات الرحمة والمغفرة فيه !! يكفي لبيان ذلك الخطر هذا الحديث: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المِنبَر فقال (آمين آمين آمين)، قيل يا رسول الله إنك صعدتَ المنبر فقلتَ (آمين آمين آمين)، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يُغفَر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلتُ آمين). [صحيح الترغيب والترهيب].
فإبعاد من لم يُغفر له فى رمضان فى النار، جعله خطراً يهدد من يستهين برمضان، ولا يستعد له استعداد يتناسب مع جلالة هذا الحدث وعظمته، ولذلك تجد أن تحصيل المغفرة فى هذا الشهر الكريم ليس أمراً هيناً، بحيث إننا إذا حصلنا عليها فهو خير، وإن لم نحصلها لم نخسر شيئا.